"تبدو المقولة الشهيرة قل كلمتك وامش أو وامض مغرية من حيث الظاهر..." بهذه الكلمات يقدم عبد الفتاح العوض لكتابه بعنوان (قلْ كلمتك) الصادر حديثاً عن دار الشرق للطباعة والنشر2014. وكأنه بذلك يحدّد في القراءة واجباً يفترض ويؤكد على فعل القول كأداة تفصح وتصدع وتعبر وتعلن "موقفاً".
يأتي الكتاب في 300 صفحة من القطع المتوسط ويضمّ عناوين مثل: (سقوط المحرمات، النخبة والوجهاء و.... الألم، الرهان على الشارع، حق الخطأ.. وواجب المحاسبة؟؟، أوزار الوزارة أخلاق الحاشية!!، الشارع والإعلام!، هدية حب، حب في غير مكانه!!!، فن الاختلاف، رجل الفيسبوك، ما وراء التفاصيل، أسئلة درعا، ما نحتاج إليه الآن دعونا نحدد ما تحتاج إليه سورية الآن، أصل الحكاية،...وغيرها من العناوين).
في تقديمه للكتاب يقول العوض: "من هذا الجانب تبدو المقولة منسجمة كلياً مع القيمة العليا بالتعبير عن الذات وعدم إخفاء الرأي تحت أي مبرر كان لكن... تتمة الجملة "وامش" تبدو في غير انسجام مع ما نحتاج إليه. ربما المقصود من قل كلمتك... وامش هي أن لا تعبأ بردود الفعل، أو لا تبالي من نتائج كلمتك أو غير ذلك من المعاني التي تربط قول الكلمة مع الشجاعة. لكن ثمة قراءة أخرى تجعل من "امش" أن تكتفي بأن تقول رأيك وحسب، وأن تعلن عن نفسك ثم تمضي. والأحق أن تقول قل كلمتك واستمع لكلمة الآخر... وقل كلمتك... وحاور... وجادل ودافع عن رأيك المهم ألا تمشي وحسب.
وأصل هنا إلى هدف هذا التقديم... فقد ساءلت نفسي ما جدوى جمْع مقالات منشورة، ولم أكن أحصل أبداً على إجابة مقنعة - اللهم- إلا رغبة شخصية تلح على الكاتب فيستجيب لها. وما كنت لأفعل ذلك لكن في هذه الأزمة الكارثة على كل السوريين تبدو لي جمْع كتابات نشرتها في "دفتر الوطن" ذات معنى مختلف... فهي بالنسبة لي لم تكن قل كلمتك وامش... بل قل كلمتك وابق، ثم أني قلتها وأنا في أجواء الأزمة وشجونها وأحزانها. وثمة كتابات تتحرك بالعواطف وهذا ليس نقداً إنما توصيف، وثمة كتابات تتشكل بالمصالح وفي حالة وطن يحترق يصبح التحرك بالعواطف أو بالمصالح ليس إلا مشاركة بالأزمة، وإذكاء نيرانها، ودفعاً باتجاه بعيد عن حلها. باختصار قلت كلمتي ولم أمشِ...".