دمشق القديمة..دراسة تاريخية للمدينة السورية ..منذ العصور القديمة وحتى سقوطها على أيدي الآشوريين في العام 732 قبل الميلاد
صدر حديثاً عن دار الشرق للطباعة والنشر كتاب بعنوان "دمشق القديمة".. وهو عبارة عن دراسة تاريخية للمدينة السورية منذ العصور القديمة وحتى سقوطها على أيدي الآشوريين في العام 732 قبل الميلاد، أعد هذه الدراسة واين ت. بيتارد من جامعة هارفارد، وأنجزت الترجمة مرح مراد.
عندما ننظر للمرجع المتبقي عن منطقة دمشق من الألفية الثانية قبل الميلاد، ما يبدو لنا واضحاً منه هو حقيقة أن أرض آبوم/ أوبي لم تكن ذات أهمية من وجهة نظر سياسية.. والمراجع عن تلك المنطقة من المصادر المصرية والحتية تضمنت أن المنطقة قد لوحظت فقط بسبب أنها كانت على حدود محيطة بمصادر القوى في تلك الأيام، والدليل الذي لدينا يشير إلى أن دمشق تشاركت نفس الثقافة وأقامت نفس التماثيل مثلها مثل أي مدينة صغيرة في منطقة كنعان (مثل أورشليم، جزر، شيشم وغيرها حسب ما ذكر في رسائل العمارنة) أكثر من كونها تنتمي إلى دائرة الدول الكبرى والهامة في الشمال مثل (قطنا وقادش ويمحد).
أصبحت دمشق، عاصمة دولة تدعى آرام، ذات أهمية سياسية وثقافية فقط في أواخر القرن العاشر قبل الميلاد، رغم أننا نفتقد للمصادر المحلية من آرام- دمشق نفسها، إلا أن المعلومات التي حفظت من المصادر الآشورية وغيرها كافية للتأكيد لنا على تأثيرها الهام على الوضع السياسي في المنطقة في ذلك الوقت، وبالنسبة لعلاقتها بالدول السورية في الشمال، كان واضحاً أنه خلال القرن التاسع على التحديد أن آرام كانت تعتبر واحدة من الدول القائدة في المشرق، وكان الآشوريون أنفسهم يعون أن آرام كانت واحة من العقبات الرئيسية في وجه توسعاتهم باتجاه الغرب.
ومن خلال المصادر التوراتية كان واضحاً أن آرام أصبحت المنافس السياسي الرئيس في ممالك شمال "إسرائيل" وأن الأزمات بين تلك الدول كان لها تأثير كبير على الدولتين، رغم أن كتاب سفر الملوك لم يترك مجالاً واسعاً للعلاقة بين "إسرائيل" ودمشق، إلا أنه من الواضح من خلال ما سجل أن الدولتين كانتا ضمن دائرة مستمرة من الصراع والمنافسة على السيادة في المشرق الجنوبي، وخلال أغلب الوقت بدا أن آرام كانت القوة العسكرية المسيطرة في الجنوب منذ بداية القرن التاسع وحتى بداية القرن الثامن، وكانت إسرائيل تحت سيطرتها (على سبيل المثال في عهد بير- هدد الأول وحزائيل).
وبعدها ولحوالي قرنين تقريباً، كانت آرام- دمشق القوة السياسية الرئيسية في المشرق، أو القوة المسيطرة في المنطقة، وبعد اندماجها في النظام الإقليمي للإمبراطورية الآشورية تضاءل دورها السياسي بشكل ملحوظ، وعندما تحالفت عدة دول وأقاليم غربية في العام 720 للثورة على سيرجون الثاني ملك آشور، بدت دمشق الشريك الصغير في تلك المعاهدة، ومنذ ذلك الوقت لم تعد دمشق تلك المدينة ذات الأهمية الكبرى، رغم أن النزعة إلى القوة السياسية كانت ما تزال تراود تلك الواحة العظيمة، المدينة، بمياهها وموقعها الاستراتيجي الواقع على طرق التجارة، فإنها بقيت تنمو وتزهر بصبر لأيام من المجد التي لابد وأن تعترضها.
وشملت الدراسة ستة مناح جاءت على الشكل التالي:
1- المقدمة وفيها لمحة عن البحوث السابقة التي تحدثت عن المدينة وأسمائها والممالك التي حكمتها – دليل أثري من العصور القديمة – فترة العصر الحجري – العصر الحجري الحديث – العصر النحاسي والعصر البرونزي القديم.
وفي ختام هذه المقدمة أكد المؤلف أن دمشق كانت مأهولة باستمرار خلال تلك السنوات وساهمت، ولو بشكل بسيط، في إظهار التطور المدني الذي حدث في أوائل العصر البرونزي في سورية- فلسطين.
وقد أوضح (فان ليير) معتمداً على بحث قام به، أنه لم توجد مكتشفات عن تلك الفترة يمكن مقارنتها بحجم المكتشفات عن سورية- فلسطين، فأكبر موقعين كانا تل الصالحية ودير- حبية0 لكن كلاهما كان صغيراً، بحيث لم يكن من المؤكد متى استوطنا للمرة الأولى.
وقد صدرت عن الموقعين دلائل عن الاستيطان في منتصف العصر البرونزي، ولذلك اعتقد (فان ليير) أن عدد سكان دمشق كان قليلاً أوائل العصر البرونزي، وأن الري الواسع في الغوطة لم يبدأ في هذه المرحلة المبكرة وبذلك لم تتطور مواقع عديدة، ولا يمكن تأكيد فيما إذا كانت مقولة (فان ليير) صحيحة ما لم تتوفر دلائل أخرى.
2- أرض آبوم في أواسط العصر البرونزي.
3- أرض أوبي في أواخر العصر البرونزي.
4- دمشق وملوك إسرائيل المتحدة.
5- دمشق الآرامية من ريزون وحتى اغتصاب حزرائيل للعرش.
6- دمشق الآرامية. |