والذي بسببه اختُطف من بيروت وقُتل في 17 كانون الأول عام 1979 من قبل آل سعود.."!!.. المختطف هو ناصر السعيد, والسبب الذي يتحدّث عنه, عائد إلى "تاريخ آل سعود" المخطوط التي تحدث فيه المناضل ناصر السعيد عن تاريخ آل سعود, كما وصفه الدكتور نبيل طعمة في تقديمه للكتاب الصادر حديثاً عن دار الشرق للطباعة والنشر 2012, في إعادة لنشره.. وكأن الدكتور نبيل طعمة في هكذا عبارة تقدّم لكتاب "تاريخ آل سعود", لا يتجنّب التعليق على مباغتة خطابه لخطاب من سبقه ولا يتيح التعلّق بخطاب من سبقه إليه, إلى تاريخ آل سعود.. كمن يشترط في نصّ تقديم لكتاب مثل هذا أن يكون النصّ, هذا النصّ بالذات هو في كل ما قيل وأكثر مما كان مقرراً قولُه!!.. يكتب طعمة في تقديمه : "إذاً، ونحن نعاود نشر كتاب المناضل ناصر السعيد حول تاريخ آل سعود؛ ندعو للبحث في ذلك التاريخ الأسود؛ الذي حاولت عصابات الشر إخفاءه عبر عشرات السنين؛ فقط من أجل السيطرة على الفكر العربي والإسلامي، خدمة للمصالح الصهيوأميركية الساعية للسيطرة على الشعوب وثرواتها، ولأننا نرفض أن نكون شهود زور على حقائق تاريخية مسبقة ومؤكدة؛ نعيد نشر الكتاب، وندع للقارئ الحُكم على ما سيرد من حقائق تاريخية تباعاً، ويتعرّف على أوجه الشبه بين آل سعود وبين آل صهيون المغتصبين لفلسطين والحق العربي، فالوثائق والتواريخ والصور شواهد حيّة لا يمكن لأي عاقل نكرانها أو تجاهلها"..
ونقرأ من تقديم ناصر السعيد للكتاب : ""تابعوا في هذا التاريخ الموجز تاريخ من تركهم العرب يعيثون في أرض العرب فساداً كأشقائهم الصهاينة في فلسطين... ليعرف من لم يعرف آل سعود سلالة بني القينقاع يهود المدينة الذين حاربوا النبي العربي -محمد بن عبد الله- وعملوا على حصاره وناصروا كل أعدائه من ملوك وأمراء وعبدة أوثان وتجار أديان ورأسماليين وإقطاعيين؟.. ويضيف: "وما سيكشفه هذا التاريخ قد يضيء الطريق ليدل على أن آل سعود لا يتورعون في ارتكاب أي رذيلة, إنما باسم الفضيلة يرتكبون الرذائل سواء كانت سياسية أو أخلاقية... والشيء من معدنه لا يستغرب."..
وكأن هناك ثمة طريقة أخرى في القراءة عليها أن تكون دوماً محرّضاً لتفعيل ما سبق نشره لما له من أهمية تعتمد في بنائها على فعل الكثرة الخلاقة فيما يتعلق بالتاريخ والمعلومة والثقافة والإبداع.. وفي كتاب "تاريخ آل سعود" الصادر حديثاً عن دار الشرق, لا يكمن الجديد فيما قيل فقط, بل يتمثّل في الاستفادة من فعل العودة إلى النسخة الأصلية وجعلها تبقى أصلية رغم الإضافات التوثيقية الجديدة من ناحية بعض المعلومات ومن ناحية الصور التي ضمّها الكتاب أيضاً..
وفي الإهداء كتب ناصر السعيد: "إلى ذلك اليوم الذي يصبح الإنسان فيه في الوطن العربي حراً ينشر فيه ما يشاء من نقد بنّاء وهدّام. بنّاء للصالحين هدّام للطالحين. ويذيع الإنسان فيه ما يشاء من ذلك أو يقول على الأقل. ما يشاء في الوطن العربي. ليقول مثلاً: تسقط الدول العربية المتناسلة كل عام كتناسل آل سعود بطريقة لا مشروعة ولا ممنوعة, وليرتفع علم الأمة العربية الواحدة العلم الواحد المميّز بلون الوحدة الشعبية، والاشتراكية العلمية, والحرية المطلقة, والتحرر من مخلفات الجهالة, ومن مهادنة الثوار للثيران المالكة الأمريكية.. إلى ذلك اليوم العظيم الذي يتم فيه ما ذكرته أعلاه في ثورة شعبية عارمة أهدي هذا الكتاب"..
* ومن بين عناوين الكتاب :(منطق اليهود, التاريخ الملعون, شركة الإمامين, آل سعود يقطعون الرؤوس البشرية, ثورة أبناء يام, الياهو كوهين يدعم محمد عبد الوهاب, عودة إلى ماضي الأسرة السعودية, الاحتيال السعودي والاحتلال, الدين وسيلته والدعارة غايته, بداية نهاية سعود آل رشيد, اللجوء إلى العدو الحقيقي, غضب الملك وأفتى بإعدامي, الإحساء والاحتلال السعودي, خالد بن لؤي وعمالته لآل سعود, مكر اليهود, موكب الوحوش المرعبة يدخل مكة, مجازر المدينة المنورة, أول إنذار, النهيق الأكبر في مكة, أخلاق اليهود في الحجاز, سعوديات يهوديات, وثائق تدين أجداد آل سعود بالخيانة السفلى, آل سعود وأبناؤهم لا تنطبق عليهم الشريعة الإسلامية...). |