إن أبرام. أبراهام. إبراهيم الخليل عليه السلام القادم من أور سومر عبر قونيا وحلب. الواصل إلى أرض دمشق الشام يعتبر المعماري الأول لمدينة دمشق الشامية, والمؤسس الحقيقي لفلسفة بنائها, والذي أسّس سورها وأبوابها وبنى بها أول بيت سكنه, ومنها انطلق لتشييد البيت المعمور في بكة المكرمة, ومذّاك الزمن تطوّرت العمارة الدمشقية التي حملت خصوصية نادرة, بكونها امتلكت توءمة الروحي المقدس مع المادي الاستثماري العملي".. بهذه المعلومات قدّم الدكتور نبيل طعمة لكتاب "البيوت الدمشقية – القرن 18-19 م, الصادر عن دار الشرق للطباعة والنشر2012.. ونقرأ من التقديم أيضاً: "البيت الدمشقي دعوة للتأمل والتفكر, بكونه أنجز قيماً معمارية وعمرانية, تكونت من الروح الإنسانية الاجتماعية, والزخم الثقافي المتراكم ضمن فكر وعقل إنساننا التاريخي والحضاري, والذي اعتبر بيته من أهم بيوتات التاريخ..".. هذا الكتاب التوثيقي من إعداد وتصوير مروان مسلماني, يضم صوراً بالأبيض والأسود وصوراً ملونة لنماذج من البيوتات والقصور الدمشقية بشكل خاص والحلبية والحمصية والحموية؛ استمراراً لجهود كثيرين في نشر ثقافة مثل هذه النظم المعمارية الفريدة..
وفي الكتاب نقرأ للدكتورة ناديا خوست تحت عنوان "الكتاب.. الوثيقة" : "رصد مروان مسلماني بعدسة مرهفة فنون البيت الدمشقي في سورية, وسجلها وثائق فريدة بأمانة الباحث ورهافة الفنان, وغيرة المتحضر عن الفن الرفيع.. كان أحياناً يلحق في البرهة الأخيرة ما يوثقه, فحفظ لنا ملامح نادرة من العمارة والفنون, لولاه ما عرفناها وقد زال بعضها. لكن الوثيقة رغم الموضوعية تنطق, وتوقفنا هذه الشواهد في دهشة. من إتقان الصناع في قص الرخام, وإبداع الشكل, والذوق في التصميم, ما يوحي بأن ما تراه من العمل اليدوي في الرخام والخشب والجص والحجر من فنون المشقف والرقش والمعشق, عمل في طين هش أو في قماش, وليس في مادة صماء".. وتضيف: "هذه الوثائق هامة وفريدة.. جمعها مروان مسلماني بعمل دؤوب, في ربع قرن, وهي شواهد على حضارة راقية ذات قيمة تاريخية لأن أكثر ما تصوره لم يعد يوجد إلا في الصور المنشورة في هذا الكتاب.."..