وكانت قد نشرت أولى قصائدها عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، وكتبت بعض القصائد باللغة الإنكليزية وهي في المدرسة الثانوية. وكانت قد أصدرت مجموعة شعرية بعنوان «وردة هزت الذاكرة» عن دار طارق بن زياد في دمشق، وقد لفت الديوان انتباه الأدباء والنقاد وأبدوا اهتمامهم بهذا العمل الشعري البديع.
وفي مقدمة المطبوع كتب الأديب وعضو مجلس الشعب نبيل طعمة: «هيام، كيف تمكنت أيتها الحاضرة الكنعانية بكل هذا الجموح أن تصنعي كل هذا المطر.. وكل هذا الزهر.. وكل هذا الشعر.. وكل هذا الحب.. وكل هذا البد ليكون الأثر، من إيهاب وردة فريدة غرزت أشواكها بأصابع الزمن!؟».
وأضاف: هيام يا امرأة مغزولة من ياسمين الشام وزعتر فلسطين.. يا شاعرة من صنوبر بهي ومطر استوائي يتهاطل جنوناً وفرحاً، فمن جموح زهرة غاردينيا بليلة عاصفة، تنسج غيمها وبريقها وألقها ومطرها وشعرها.. ومن ضوء يشبهها وحدها، تصنع مولودها الثاني «يا سيد الضوء»، وأي ضوء أروع من تجليات الروح في متاهات لا بد منها، في وطنها الآبد فلسطين يسكنها كالجرح.. وأوطان كالريح تبحث عنها.. قرنفلة في دمها.. هيام الشعر.. دائماً ننتظر إبداعك الشغف، زيدينا شعراً، فلا حواف للإبداع».
وتضم المجموعة 16 قصيدة متنوعة في موضوعاتها ومضامينها في مقاربة العشق والوطن والخلاص، وهي: «فرح بري، قال العراف، أين الضوء.. أين الليلك، الرغبة ماء، يا جارة الورد، يا قاطف الورد، حديث الياسمين، هذا حالي، الماسة السوداء، حليمة الماسة السوداء، بنفسج الغياب، ليلة كسوف القمر، جنين، وروداً من شظاياكم؟!، يا شام، الحب يعتذر».
يا شام
رأت منور في قصيدة «يا شام» أن الشام أجمل ما في الأرض، وهي رمز الحب والهوى والعزة والكبرياء بأسلوب رقيق يتراوح بين المباشرة والعاطفة لتطغى عليه الرؤية الأنثوية في الوصف فتقول:
يا شامُ أنت غمامُ العشق منسكباً
إذا ظمئتُ..
فمن إلاكِ يرويني؟!
سألتُ عنك
فقال الماء في بردى
هل ينبع الشوقُ إلا من شراييني!؟؟
على جناح الهوى يا شامُ يحملني
وردٌ أطلَ إلى عينيك يدنيني
من قاسيون غزلتُ الشعر أغنية
وفي الضلوع.. حمام الشام يشجيني
أساورُ الفل تغريني بمعصمها
والياسمين..
صباح الفل يهديني
يظل جرحك يا فيحاء يوجعني
وتاجُ مجدك فوق الجرح يُعليني
ما بعد ليلك إلا الفجر مبتسماً
كالعطر يبزغ من جرح الرياحين
حماكِ ربي يا فيحاء فاكتملي
مجداً تزيدين من حين إلى حين
وروداً من شظاياكم
تصادف الغزو الأميركي لبغداد عشية عيد الأم 21 آذار 2003، فماذا كانت الهدايا؟.. تقول منور:
ألا يا أيها الآتون من فيتنام جئتم
كيف نلقاكم؟
أبالورد الذي دستم طفولته
أم النار التي فيها بقاياكم؟
عذابات الهنود الحمر لا زالت
قوافلها دماء في خطاياكم
لماذا؟
والعراق يعدّ حنطته لأطفال العصافير
ويبني فوق جذع الماء
أعشاشاً
فماذا في شريعتكم؟
وماذا في هداياكم؟
سوى الألغام والسرطان
يرعى في خلاياكم
فهذي الحرب مبخرة
دخان غرورها الهمجي أعماكم
هيروشيما.. ويشهد زرعها المسموم
وشوق الشعلة المحروق
في بغداد
تشهد طفلة الزهرة
ألا يا أيها المتصدقون بأرض شعب
لا سماء لكم بها
ولا قبراً لموتاكم
فلا ريح تساندكم
ولا ماء لمجراكم
ويصفعكم عجاج تاه في صحراء منفاكم
فلسطين على وقع الرصاص
تعدّ رقصتها
ليوم فيه يذهل كل حقل
عن بنفسجه
وتنسى النار موقدها
وبغداد تمدّ الحية الرقطاء أكثر
كي تقطعها
تردّ السم مدفوعاً
ليلدغ حلم من بالحرب أغواكم
فماذا في حقائبكم.. لعيد الأم في بغداد؟!
ماذا في هداياكم
فلا تتوهموا يوماً
بشمع الورد نلقاكم
فهذي الأرض ترفضكم
وترفضكم!
وتُرب الزرع يلفظكم
ويلفظكم!
فيا للعار من جوع
وجوع النفط أغراكم.. فأشقاكم
وهذا النفط من دمنا
شرايين وأسماك
فعودوا حيثما جئتم
ولا تتوقعوا أبداً
وروداً من شظاياكم
كتبوا عنها
كثيرون من الشخصيات الأدبية المهمة كتبوا عنها وأشادوا بها وبشعرها وممن كتب الأديبة والمستشارة الأدبية في رئاسة الجمهورية كوليت الخوري: «شعرها المسبوك في قالب أنثوي أنيق، مزيج من لهفة جامحة، وشعور مرهف وذوق رفيع، أحببت هذه الغاردينيا التي تناثرت على طول الطريق، لتغرق قصائد الديوان بالعبق».
أما الشاعر الراحل سليمان العيسى فكتب: «ومازلت أعطي بقايا حطامي/لكل يد غضة عابرة/ وأحيا الشباب الذي/أرى فيه أحلامي الناضرة/ وألقي بآخر ترنيمة/إلى وردة هزت الذاكرة.
بدوره فإن الأديب الراحل عبد السلام العجيلي كتب: «وأضاء خدّك يا هيام يا سوادها/كالبدر شق غلائل الديجور/وفضحتُ نفسي في الهوى وأنا الذي/ودّعت ركب الحب منذ دهور/ قلبي الذي بعد النفار أسرته/ يرجوك بعض الرفق بالمأسور.
وأخيراً، فإن الباحث عيسى فتوح كتب في «سلسلة أديبات عربيات» عن منور: «أسست ملكة شعرية بامتياز، استحضار بنيوي داخلي مفعم بالدلالات من خلال سعيها لتأصيل الشعر الرومانسي الذي كاد ينقرض في ظل العولمة وغياب الروحانيات.
هيام منور
– شاعرة وكاتبة إعلامية
– حائزة ليسانس أدب إنكليزي في جامعة دمشق.
– معدة ومقدمة برامج تلفزيونية في الفضائية السورية.
– عملت مراسلة ومديرة مكاتب عدد من الصحف والمجلات العربية.
– عضو اتحاد الكتّاب والصحفيين الفلسطينيين.
– عضو اتحاد الصحفيين السوريين.
– صدر لها مجموعة شعرية (وردة هزت الذاكرة) عام 2003.
– تم اختيارها ضمن موسوعة (أدبيات عربية) للكاتب المعروف عيسى فتوح.
– أقامت العديد من الأمسيات الشعرية في عدد من البلدان العربية والأجنبية.
– تم تكريمها في كل من:
• اتحاد كتّاب وأدباء اليمن في صنعاء 1998.
• مهرجان مربد الشعري في بغداد عام 2002.
• اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في أبو ظبي 2003.
• المركز الثقافي في الشارقة عام 2003.
• السفارة الفلسطينية في هلسنكي عام 2004.
• مهرجان ربيع الفنون في مدينة القيروان بتونس 2010.
• مهرجان الفجيرة للمونودراما في الإمارات 2010.
• مهرجان أهل البحر في اللاذقية 2010.
• مهرجان الربيع الدولي في مدينة قابس بتونس 2014.
– ترجمت بعض قصائدها للإنكليزية.
– تم اقتناء (وردة هزت الذاكرة) ضمن المكتبة الوطنية في هلسنكي بفنلندا.
– قامت بإعداد وتقديم برامج تلفزيونية لراديو وتلفزيون العرب.
– تقوم بإعداد وتقديم برامج ثقافية وفنية منوعة بالفضائية السورية أهمها برنامج (ضي القناديل) الذي تم تكريمه ضمن عدة فعاليات، وكان البرنامج أكثر مشاهدة بالتلفزيون السوري ضمن أكثر من استفتاء بين 2007 – 2010.
– تم اختيارها المرأة الإعلامية الأنموذج من (حملة الأيادي البيضاء) في الإمارات. |