يتضمن كتاب أنثى على مذبح الحب للشاعرة هناء أحمد مجموعة من النصوص الشعرية ذات النزعة الإنسانية تلازمت مع الحالات الوجدانية للشاعرة بما لديها من حدس أنثوي وعاطفة حاكت خلالهما هموم المجتمع والوطن والإنسان.
وفي نص عشق أبدي تنسج هناء أحمد جمله التعبيرية المحاكية لمكنونات الوجدان في بناء تصويري تأخذ فيه الإيحاءات بعداً دلاليا انسيابيا بتوظيف سهل للألفاظ فتسطع منها معاني الانتماء والفخار بالوطن وأمجاده وأبنائه الشرفاء فتقول:
“لك من الشمس نورها .. ومن السماء علوها .. ومن الحياة مجدها .. فمن تكونين حبيبتي .. يا قمراً ليلة الكمال .. يا عروس .. حبي لك أبدي .. يا مفخرة الأجيال يا منجبة الأبطال”.
وفي مقاربات معرفية تستتر بلغة شاعرية تقابل فيها الضدان الجهل – العلم تجسد أحمد تداعيات هذا الصراع في مشهديات مقطوعات نصها من منا الجاهل لتعبر من خلاله عن رؤاها الذاتية فقالت:
“ما أوحش العيش مع الجفاف .. تخبره عن الزهرة التي يكللها الندى .. عن القمر الذي يهمس في إذن العاشقين .. وتويجات الورد الملونة الطافية .. عن سطح نهر .. عن عصفورين يزقزقان .. يتفاهمان لغة متفق عليها .. يرفرفان فرحا بالعشق والحياة”.
ويصبغ الرمز الشفيف الدلالة المتوائمة مع الموضوع الشعري والتي تحاكي فيها أحمد جدلية الرجل والمرأة برؤءية تكشف تداعيات وجود المرأة المنفعل والمفعل للحياة وللسلوكيات السلبية التي تتعرض لها جراء ذلك فقالت في نصها الشعري رجال ونساء:
“رجال ونساء .. رجال يرون المرأة .. جسدا يخضع للأمر .. قابلا للطاعة .. ونساء متمردات .. ثائرات .. على أطواق الحديد ..على أساور وسلاسل .. تلف العنق والمعصم والأقدام”.
وترى الشاعرة في نصوصها الوطنية بلادها موشجة بالحب والشجن ضمن بوح نفسي تخرج فيه من ذاتها إلى آلام وطنها جراء الحرب الإرهابية التي تسعى إلى تهديم حضارته وأمجاده داعية من ترك وطنه إلى العودة إليه فتقول:
“أبحث يا أمي ..عن حب ضاع مني في الضباب .. عن صورة غابت في ظلمة الليالي .. عن ألف سؤءال وألف جواب .. أبحث عن أمي .. عن سلم لأصعد القمر .. عن منارة تهدي مركبي إلى شاطئ الأحلام .. عن قلم يكتب قصة الحياة والإنسان”.
وتقدم أحمد عددا من الومضات الشعرية التي جاءت بمعمارية الصورة المكثفة المختزنة للانفعال وللحالة النفسية والحدث الموحي بإشاراته مع تجنب الضبابية المغرقة فتقول في نصها صورة حب:
“المرأة أم .. المرأة وطن .. المرأة حياة .. المرأة فرح .. أرسم لوحة فيها وجه أمي وسماء ..أرسمه فوق تموجات البحر بكل اعتناء .. أرسم وجه حبيبتي بكل الألوان .. فوق الشمس وقوس قزح .. أرسمه في حلكة ليل بدرا .. وأسهر حتى الفجر أزخرفه ..بحروف من حاء وباء”.
شكلت الشاعرة هناء أحمد نصوصها الشعرية بحس شاعري عفوي وصدق انفعال وتجربة عايشت فيها هموم الوطن وإنسانه حيث انبلجت نصوصها من القيمة الأسمى للحياة الحب والوطن.
يذكر أن المجموعة الشعرية لهناء أحمد من منشورات دار الشرق للطباعة والنشر تقع في 100 صفحة من القطع المتوسط. |